مجموعة محمد بك أبو الذهب
تقع هذه المجموعة المعمارية بحي الأزهر، وتطل واجهة المسجد على شارع الأزهر، بينما تطل واجهة السبيل والحوض والتكية على شارع الإمام محمد عبده تجاه سوق التبليطة، وقد أنشأها الأمير محمد بك أبو الدهب مسئول خزانة الدولة في أيام الأمير على بك الكبير ما بين عامي ١١٨٧-١١٨٨هـ /١٧٧٣-١٧٧٤م، وقد سمي “بأبو الذهب” حينما حصل على لقب “البكوية” وصار ينثر الذهب على الفقراء، وعندما توفي في معركة حربية ببلاد الشام عام ١١٨٩هـ/١٧٧٥م دفن في مسجده بالأزهر، وتعد المنشأة من أكبر المجموعات المعمارية الإسلامية الباقية من العصر العثماني بمدينة القاهرة.
مسجد المجموعة معلق على عدة محلات تجارية بالطابق الأرضي، وقد صمم على غرار طراز المساجد العثمانية بتركيا، وهو عبارة عن بيت للصلاة يحيط به ثلاث أروقة وتعلوه قبة كبيرة ، ويحوي المسجد منارة تعد المثال الوحيد في العمارة الدينية بمدينة القاهرة الذى يشتمل على خمسة رؤوس على شكل القلة، بالإضافة لذلك تتضمن المجموعة مدفنًا للأمير، وسبيل لسقاية المارة، وحوض ماء لسقاية الدواب، وتكية لإعاشة المتصوفين والدراويش تتكون من عدة طوابق سكنية يشغلها حاليًا مقر تفتيش آثار مناطق الأزهر والغوري.
وتعكس المجموعة عناصر زخرفية متميزة من الفن العثماني عبارة عن قطع رخامية ملونة بالأرضيات وتجويف المحراب بالمسجد، والأشرطة الخشبية العلوية القرآنية المذهبة والملونة، والمنبر الخشبي المطعم بالعاج والأبنوس، وباطن قبة الدفن بزخارفه النباتية والهندسية الملونة، والتغشيات النحاسية بشبابيك واجهة السبيل والبلاطات الخزفية تركية الطراز بداخله.