ابو مينا
تقع منطقة أبو مينا عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية و يتوصل إليها عن طريق يتعامد على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي على بعد 12 كم منه ببرج العرب و كانت في العصور القديمة قرية صغيرة تحوى مدفن القديس مينا منذ أواخر العصور الرومانية و ظلت حتى العصور الوسطى المبكرة أهم مركز مسيحي للحج في مصر.
وقد اكتشف هذا المكان فى عام 1905م على يد عالم الآثار الألماني ك . م . كاوفمان حيث تمكن في صيف عام 1907 م من الكشف عن أجزاء كبيرة منه و فى خلال عشرات السنين التالية جرت محاولات قليلة للتنقيب في المنطقة على فترات متباعدة.
و فى عام 1959 م أنشأ البطريرك القبطي الراحل كيرلس السادس ديراَ بالقرب من القرية القديمة ، و فى عام 1979 م قررت لجنة اليونسكو فى اجتماعها الذي عقد من 22 إلى 27 أكتوبر فى الأقصر إدراج هذا المكان ضمن قائمة التراث العالمي و بذلك أصبح واحداَ من أهم الأماكن التاريخية بمصر .
وكما هو مألوف فقد كان حظ هذا المكان مثل حظ كل مركز يفد إليه الحجاج ، إذ سرعان ما حظي هذا المكان الذي كان من قبل قرية صغيرة ليس لها أهمية بازدهار غير عادى بفضل قوة جذب قديسه، و أصبح بإمكانه أن يستوعب آلاف الحجاج فى عيد القديس ( 15 هاتور = 11 نوفمبر، ونظراَ لان الكنيسة القبطية مازالت تتبع التقويم اليوليانى ، فان هذا التاريخ يوافق الآن 24 نوفمبر ، و كان هؤلاء الحجاج يفدون من بلاد بعيدة مثل جرمانيا و فرنسا ، فقد تم العثور فى هذه البلاد على قوارير الحجاج و هي ما يطلق عليها اسم قوارير مينا ، التى كان القادمون يأخذونها معهم عند عودتهم كتذكار للزيارة ، كذلك كان كثير من الزائرين يحجون إلى أبو مينا لتعميد أطفالهم أو أنفسهم هناك ، أما في غير أوقات عيد القديس فكان يمكث بالمكان المقدس عدد أقل من الزائرين .