سبيل وكتاب نفيسة البيضا
يقع سبيل وكتاب نفيسة البيضا بشارع المعز لدين الله، وقد أنشأته نفيسة البيضا معتوقة علي بك الكبير عام ١٢١١هـ/ ١٧٩٦م في أواخر العصر العثماني. تزوجت نفيسة البيضا من مراد بك، وحظيت بمنزلة كبيرة عند قواد الحملة الفرنسية على مصر.
تتضمن منشأة نفيسة البيضا وكالة (مبنى تجاري سكني) لبيع السكر واللوز والبندق والسمن والبيض؛ الجزء السفلي منها لتخزين البضائع، والجزء العلوي للسكن ومبيت التجار فيه، وما زال سكان المنطقة يستخدمون الوكالة للغرض التجاري حتى الآن.
وبناصية الوكالة يقع السبيل والكتاب الملحقان بالوكالة، ويتكون السبيل من صهريج لتخزين المياه في تخوم الأرض، تعلوه حجرة التسبيل التي تحوي أحواضًا رخامية لتسبيل المياه، ويغلق على واجهة الحجرة ثلاثة شبابيك معدنية نحاسية مقوسة يتقدمها رف رخامي لوضع كيزان الشرب عليه لسقاية المارة، ونجد لوحة رخامية مصاصة بجانب واجهة السبيل خصصت لشرب الأطفال وكبار السن عليها كتابات نصها “يا وارد الماء الزلال الصافي، اشرب هنيئا صحة وعوافي ١٢١١”، ويعلو السبيل كتاب علوي لتحفيظ وتعليم القرآن للأطفال وأيتام المسلمين.
وتزخر واجهة السبيل والكتاب بروائع وجماليات الزخارف الحجرية والرخامية والنحاسية والخشبية من الوحدات الهندسية والنباتية المجسمة التي انتشرت في العصر العثماني التركي بمصر والمتأثرة بالطرز الأوروبية الفنية في عصر النهضة بالقرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين.