حــمــام الــســلــطــان إيــنــال
يقع الحمام بشارع المعز لدين الله الفاطمي في مواجهة قصر الأمير بشتاك، أنشأه السلطان الملك الأشرف أبو النصر سيف إينال العلائي عام ٨٦١هـ / ١٤٥٦م، وسمى بالعلائي نسبة إلى التاجر الذي جلبه للسلطان برقوق وهو الخواجا علاء الدين علي، وأخذ يتدرج في الإمارة حتى أصبح قائدًا لإحدى فرق الجيش المملوكي، وتمكن من الوثب على كرسي السلطنة عام ٨٥٧هـ ليظل متربعًا عليه حتى وفاته عام ٨٦٥هـ.
تتوافر في ذلك الحمام سمات الحمامات العامة الإسلامية في العصور الوسطى؛ حيث يتكون من مدخل بسيط يؤدي إلى ممر منكسر يؤدي إلى الحجرة الباردة حيث يتم خلع الملابس للاستعداد للاستحمام، ويتواجد بها مقاعد للجلوس وخزانات لحفظ المتعلقات الشخصية للمستحم، وتؤدي تلك الحجرة إلى ممر آخر يصل إلى الحجرة الدافئة فالحجرة الساخنة، وعند الخروج يتم المرور بتلك الوحدات بطريقة عكسية بحيث تتم تهيئة درجة حرارة الجسم عند الدخول والخروج، وقد استخدمت بكل من الحجرة الباردة والساخنة القباب الضحلة للمحافظة على دورة الهواء الساخن، كما تم تزويد القباب بفتحات مغشاة بالزجاج الملون لإضاءة المكان، وتتميز الحجرة الساخنة بمساحة مثمنة يتوسطها الحوض ويتعامد عليها أربعة إيوانات للجلوس وأربعة مداخل في الأركان تؤدى إلى خلوات بكل منها أحواض ومساطب. ويتواجد خلف الحمام ما يعرف بالمستوقد الذي تجمع فيه القمامة لتستخدم كوقود لتسخين المياه الخاصة بالحمام، كما توضع فيه قدور الفول لتسويته مما يتيح تخلص المدينة من المخلفات.