سبيل محمد علي بالنحاسين
يقع السبيل بشارع المعز لدين الله الفاطمي في المنطقة المعروفة بحي النحاسين، أنشأه الوالي محمد علي باشا الكبير المولود في قولة باليونان عام ١٧٦٩م، وبعد وفاة والده وعمه من بعده تولاه “شوربجي” حاكم قولة، ثم أخذ محمد علي يتدرج في الجندية، وتزوج من قريبة لشوربجي وأخذ في الاشتغال بالتجارة معتمدًا على ثروة زوجته، وجاء إلى مصر مع الحملة العثمانية لطرد الفرنسيين من البلاد، وولي على مصر عام ١٨٠٥م بناء على رغبة المصريين، ومنذ ذلك التاريخ عمل على النهوض بالبلاد في شتى المجالات مستعينًا بثرواتها الطبيعية وذكائه، وفي بداية عهده توطدت علاقته مع السلطان العثماني بسبب مساعدته في حرب المورة والوهابيين، ثم تدهورت العلاقات بينهما بعد فتح محمد علي للشام وقرب وصول جيوش ابنه إبراهيم باشا إلى الأستانة حتى تم صلح كوتاهية، ثم تدخلت القوات الأجنبية متحدة مع التركية ضد محمد علي للخروج من الشام للحد من نفوذه، وظل محمد علي بالحكم حتى تولى ابنه إبراهيم باشا بعد أن ساءت صحة محمد علي البدنية والعقلية، وتوفي محمد علي في ولاية حفيده عباس حلمي الأول ودفن بجامعه بالقلعة.
أقام محمد علي ذلك السبيل على روح ابنه “إسماعيل” المتوفى بالسودان عام ١٨٢٢م محروقًا لتعاليه على الملك نمر ملك الجعليين، وتتكون المنشأة من حجرة تسبيل ملحق بها كتاب لتعليم أيتام المسلمين وعدد من الحجرات في طابقين، وتتميز المنشأة بالأسلوب التركي في البناء حيث تعلو الصهريج حجرة تسبيل ذات واجهة مقوسة وأربعة شبابيك يعلوها قبة، ويقع الكتاب إلى جانبها وليس فوقها، والزخارف الرخامية والزيتية للسبيل – خاصة بواجهته وقبة حجرة التسبيل – تعكس طراز الباروك والركوكو العثماني، ويظهر لقب “الخديوي” على جشمة (صدر) السبيل الرخامية كلقب لمحمد علي، ويشغل السبيل حاليًا متحف النسيج المصري.