قلعة صلاح الدين بالقاهرة
بعد أن أسقط صلاح الدين الخلافة الفاطمية وأعاد مصر مرة أخرى لتبعية الخلافة العباسية بدأ في الإعداد لمواجهة الصليبيين سياسيًا وعسكريًا، وكانت مصر هي حجر الزاوية لصلاح الدين في منظومته الدفاعية ضد الصليبيين لذلك وفر لها أكبر قدر من التأمين والحماية؛ فأحاط عواصمها الأربعة (الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة) بسور حجري ضخم، وعلى عادة أهل الشام والعراق قرر أن يكون للمدينة قلعة توفر للجنود المدافعين عن المدينة ملاذًا آمنًا ويكون لها القدرة على أن تتحمل فترات الحصار الطويلة، واختار صلاح الدين موضع القلعة أعلى جبل المقطم لسلامة هوائه وارتفاعه عن بقية الأراضي المحيطة به، وأتم وزيره بهاء الدين قراقوش بناء القسم الحربي وما يحتوي عليه من أبراج دائرية حصينة وأسوار منيعة وهو القسم المطل حاليًا على شارع صلاح سالم ومنها أبراج الطرفة وكركليان والمطار، واكتمل القسم السكني في عهد الملك الكامل وهو القسم المطل على ميدان القلعة والحطابة ويحتوي على مساجد هامة مثل: مسجد سارية الجبل وجامع الناصر محمد بن قلاوون وجامع محمد علي، وعدة متاحف مثل: متحف الشرطة ومتحف المركبات والمتحف الحربي. وقد ظلت القلعة مقرًا لحكم مصر من العصر الأيوبي حتى عهد الخديو إسماعيل الذي نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين فيما يعرف بين الباحثين بمنطقة القاهرة الخديوية (منطقة وسط البلد).