تم الكشف عن المنطقة سنة ١٩٦٠م بمعرفة المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع البعثة البولندية الممثلة للمركز البولندي لآثار البحر المتوسط.
ترجع أهمية تلك المنطقة إلى احتوائها على عدد من الآثار القيمة التي ترجع إلى العصر البطلمي والروماني والبيزنطي والإسلامي بالإضافة إلى موقعها الفريد؛ فهي تمثل الحدود الجنوبية الغربية للحي الملكي – أهم وأعظم أحياء المدينة القديمة – مع قربها الشديد من مركز المدينة، وهو تقاطع الشارع الطولي الرئيسي مع الشارع العرضي الرئيسي. تضم المنطقة مبنى المدرج الروماني، والحمام الروماني، والصهاريج، وقاعات جامعة الإسكندرية القديمة، ومجموعة فيلات ترجع إلى العصر الروماني المبكر أهمها فيلا الطيور التي تعد متحفًا للفسيفساء الرومانية حيث أنها من النماذج القليلة التي تلقي الضوء على تطور صناعة الفسيفساء. كما تضم المنطقة مجموعة من الشوارع والأروقة الأثرية؛ وهو ما يمثل نموذجًا حيًا لنمط الحياة الرومانية عبر العصور.
يعتبر عمود السواري (عمود دقلديانوس) من أشهر المعالم الأثرية بمنطقة آثار الإسكندرية، وقد نصب بين منطقة مدافن المسلمين الحالية المعروفة باسم “مدافن العمود” وهضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي ٢٦.٨٥م، وهو مصنوع من حجر الجرانيت الوردي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم (معبد الإله سيرابيس البطلمي الأصل) الذي أسسه الملك بطلميوس الثالث خلال القرن الثالث قبل الميلاد. وكان المعبد أضخم وأهم معابد الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني.
اشتهرت المنطقة باسم “عمود السواري” عند الرحالة العرب التي حرفت لاحقاً إلى “السواري”، وعرفت باسم “عمود بومبي” عند مؤرخي الحروب الصليبية. أقام السكندريون هذا العمود بحرم معبد السرابيوم إهداءً إلى الإمبراطور دقلديانوس (٢٤٨-٣٠٥م) وشكرًا له على إعادة توزيع حصة القمح التي كان من المفترض أن ترسلها مصر إلى روما حيث نجد على الجزء العلوي من قاعدة العمود نقشًا يونانيًا محفورًا يمكن قراءته فقط عندما تسلط عليه أشعة الشمس، وفحوى هذا النقش كالآتي: “للإمبراطور العادل الإله الحامي للإسكندرية دقلديانوس الذي لا يقهر أقام والي مصر هذا العمود”.
يؤرخا معبدا أبوسمبل بعصر الملك “رمسيس الثاني” (١٢٧٩-١٢١٢ ق.م)، وقد نقرا بهضبة مرتفعة من الحجر الرملي على بعد ٤ كم جنوب موقعهما الحالي الذي نقلا إليه في حملة إنقاذ آثار النوبة بعد إنشاء السد العالي عام ١٩٦٠م.
يضم موقع أبو سمبل معبدين هما معبد أبو سمبل الكبير الذي كان مكرسًا لعبادة “رع حور اختي” و”آمون رع” والملك نفسه، ومعبد أبو سمبل الصغير الذي يقع على بعد ١٠٠م من المعبد الأول الذي كرس للمعبودة حتحور والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك.
أطلق اسم “أبو سمبل” على هذا الموقع الرحالة السويسري “يوهان لودفيج بوركهارت” المعروف باسم “إبراهيم بوركهارت” الذي اكتشف الموقع عام ١٨١٣م حين اصطحبه إليه طفل اسمه “أبو سمبل”.
وترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة؛ توافق الأولى ذكرى يوم ميلاده الموافق ٢٢ أكتوبر والثانية يوم ٢٢ فبراير ذكرى يوم تتويجه. كما يميز المعبد تصميم معماري فريد؛ حيث نقرت واجهته في الصخر، وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني يصل طول الواحد منها إلى حوالي ٢٠م، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق ٤٨م وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع الآلهة المصرية.
أما معبد أبو سمبل الصغير فقد أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته الرئيسية ومحبوبته، وتزين واجهته ستة تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية التي تمتعت بها الملكة لدى زوجها، ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق ٢٤م، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة .
هو معبد تخليد ذكرى الملكة حتشبسوت بالدير البحري. أطلق عليه المصريون القدماء “جسر جسرو آمون” أي قدس أقداس آمون. شيد المعبد المهندس “سننموت” بطراز مميز يتكون من ثلاث شرفات، ويشتهر المعبد بنقوشه التي تحكي عن الولادة المقدسة لحتشبسوت وبنوتها لآمون، بالإضافة إلى تفاصيل رحلتها الشهيرة إلى بلاد بونت. ملحق بالمعبد عدة مقاصير أهمها تلك المكرسة لحتحور وأنوبيس. تظهر نقوش المعبد بوضوح مظاهر العداء العائلي والديني من خلال التشويه المتعمد لصور حتشبسوت بواسطة تحتمس الثالث، وتشويه صور آمون من قبل كهنة آتون.
جاء اسم “كوم أمبو” من شقين؛ الشق الأول “كوم” بمعنى تل، والثاني ‘أمبو’ المحرف عن “أنبو” أو “نبو” أي الذهب، حيث كانت هذه المنطقة تتحكم في الطرق المؤدية إلى مناجم الذهب، كما عرفت في النصوص المصرية باسم “با-سوبك” أي مقر سوبك الذي عبد فيها منذ عصور ما قبل الأسرات.
يقع معبد كوم أمبو فوق ربوة مرتفعة، ويطل على الضفة الشرقية للنيل. ويرجع تاريخ تأسيس المعبد إلى عصر بطليموس السادس إلا أن أعمال البناء والنقوش استمرت حتى عصر الملك بطليموس الثاني عشر. ويعد معبد كوم أمبو أحد أهم المعابد المصرية نظرًا لتميزه المعماري والديني حيث كرس لمعبودين معاً هما سوبك وحورس؛ حيث يظهر المعبد كأنه مكون من قسمين يفصل بينهما خط وهمي، وقد خصص الجزء الشمالي منه لعباده ثالوث حورس المقدس، بينما كرس الجزء الجنوبي لعبادة ثالوث سوبك المقدس. وقد تميز المعبد أيضًا بمجموعة من المناظر الهامة منها قسمة المعبد بمعرفة المعبودة ماعت إلهة الحق والعدالة، وأيضًا صورت مجموعة من الأدوات الجراحية والطبية، وقائمة الأعياد التي تقام بالمعبد.
نالت جزيرة فيله أهمية بالغة لدى المصري القديم نظرًا لموقعها المتميز؛ حيث شكلت هي وجزيرة أسوان حدودًا جغرافية طبيعية، وعرفت في النصوص المصرية بالخط الفاصل، أما عن لفظ “فيله” فهو مشتق من الكلمة الإغريقية “فيلاي” بمعنى الحبيبة، وقد عرفت في الأدب العربي باسم “أنس الوجود” لارتباطها بقصص التراث الشعبي، وقد نجحت جهود صندوق إنقاذ آثار النوبة في نقل آثار الجزيرة بالكامل إلى جزيرة أجيليكا المجاورة.
يعتبر “معبد إيزيس” المعبد الرئيسي بالجزيرة حيث يحتل ربع مساحتها، وقد شيده الملك بطليموس الثاني مكان معبد آخر أصغر حجماً كان مكرسًا أيضًا لإيزيس ومخصصًا للجنود المكلفين بحماية حدود مصر الجنوبية، وقد ساهم الكثير من الملوك البطالمة في بنائه.
يوجد بالجزيرة أيضًا معبد كرس لعبادة حتحور، بالإضافة إلى مقصورة “نختنبو الأول”، وكذلك مقصورة “طهرقا” التي شيدها أيضًا لإيزيس
المسلة الناقصة على الحافة الشمالية لمحجر المسلة الذي يعد أهم محاجر الجرانيت بأسوان.
ترقد المسلة الناقصة على الحافة الشمالية لمحجر المسلة الذي يعد أهم محاجر الجرانيت بأسوان؛ حيث استخدمت أحجاره في بناء المجموعة الهرمية للملك خوفو وقطعت منه أيضًا العديد من المسلات.
وتعد تلك المسلة أطول مسلة مصرية حيث يصل طولها إلى حوالي ٤٢م، كما يبلغ وزنها حوالي ١٠٠٠ طن. ولم يتم استكمال العمل بهذه المسلة نظرًا لتصدع سطحها. وترجع أهمية المسلة الناقصة إلى أنها قد بينت كيفية صناعة المسلات وقطع الأحجار الضخمة؛ فعلى سبيل المثال فقد عثر بالمحجر على كرات من حجر الديوريت – يصل وزن الواحدة منها إلى ٦ كجم – استخدمت كمطارق لفصل وقطع جوانب المسلة وتظهر آثارها واضحة على بدن المسلة، وهي العملية التي تسبق عمل خندق حول المسلة يسمح بتحرير هذه الكتلة الضخمة بشكل تام.
تضم المنطقة ثلاثة أهرام (هرم خوفو – هرم خفرع – هرم منكاورع) بالإضافة إلى التمثال الشهير لأبو الهول.
يمثل هرم خوفو أقصى ماوصلت إليه مجهودات وتجارب بناء الأهرام؛ فليس هذا الهرم هو أعظم ما شيده المصريون فحسب بل يمتاز أيضًا بذلك الإتقان المعجز في هندسته والدقة في تخطيط وجمال نسبه وقد كان وما زال أهم عجائب الدنيا السبعة. استخدم في بنائه حوالي ٢٣ مليون كتلة حجرية يبلغ وزن الواحدة منها حوالي ٢.٥ طن، ويعتقد أن العتلات استخدمت في نقل ورفع تلك الأحجار الضخمة حيث لم تعرف أدوات الرفع الأخرى في ذلك الوقت وقد اشترك في بنائه مجموعة كبيرة من الصناع والعمال المهرة، وكان يتم إمدادهم بالعمالة المؤقتة من الفلاحين طوال العام وليس خلال شهور الفيضان الثلاث كما اعتقد من قبل. يبلغ الارتفاع الحالي للهرم ١٣٧م لكن ارتفاعه الأصلي كان ١٤٦م، وقاعدته مربعة ويبلغ طول كل ضلع منها ٢٢٧م.
أما هرم خفرع فتظهر فيه عناصر المجموعة الهرمية الكاملة؛ حيث معبد الوادي القريب من منازل بلدة نزلة السمان والطريق الصاعد والمعبد الجنائزي الذي كانت جدرانه مشيدة من الحجر الجيري المحلي وأرضيته من المرمر، كما تضم تمثال أبو الهول الشهير الذي ظهر كعنصر جديد لم يتكرر فيما بعد. ويتميز هرم خفرع بوجود جزء من الكساء الخارجي الذي كان يتم كسوة الهرم به، والهرم غير مفتوح للزيارة حاليًا نظرًا لوجود أعمال ترميم وصيانة به .
أما هرم منكاورع فقد شيد فوق منحدر من منحدرات الهضبة وقد جعل المكان مستويًا باستخدام كتل من الحجر الجيري .
ينسب المسجد إلى سيدي محمد ظهير الدين بن السيد محمد أبو المكارم الذي ولد في سنة 930هـ وتوفى سنة 980هـ ودفن بجامعه الحالي, ويمتد نسبه إلى السيد حسن الأكبر شقيق السيد أحمد البدوي.
توجد لوحة رخامية تأسيسية مؤرخة بعام 740هـ أعلى المدخل الأيمن؛ مما يؤكد أن مسجدًا أقدم من المسجد الحالي كان موجودٍا في عصر دولة المماليك البحرية في حكم الناصر محمد بن قلاوون، أما المسجد الحالي فقد جدد في العصر العثماني في القرن 12هـ/ 18م.
للمسجد ثلاث واجهات وهي الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، أما الرابعة فتقابل الميضأة ومنزل وقف للمسجد. وتقع المئذنة على يسار الداخل من الباب الأوسط. والمسجد عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى خمسة أروقة بواسطة أربع بائكات من الأعمدة الرخامية تحمل أعلاها عقودًا مدببة موازية لجدار القبلة الذي يحتوي على ثلاثة محاريب أكبرها وأهمها الأوسط، وجميعها متوج بعقد منكسر، وزخرفت واجهاتها بالطوب المنجور، وعلي يمين المحراب الرئيسي منبر من الخشب الخرط وأعلى بابه كتابة نصها ” لقد جدد المولى الشريف مولانا الإمام ظهير الدين بعون الله عمل المعلم رجب لاوندي”.
والقبة الضريحية ليست بأي من أركان المسجد ولكنها بمنتصف الرواق الثاني، وبأسفل القبة مقصورة من الخشب الخرط تحمل كتابات بالخط الكوفي نصها “هذا مقام سيدي ظهير الدين”، وتعتبر من أجمل المقاصير الخشبية.
تقع في واحة سيوة جنوب غرب مدينة مرسى مطروح على بعد 306 كم من محافظة مطروح، ويرجع تاريخ قرية شالي بسيوة إلى القرن السادس- السابع الهجري/ الثاني عشر- الثالث عشر الميلادي، ومنذ ذلك التاريخ سكن السيويون القرية وأحاطوها بسور وأطلقوا عليها اسم شالي وتعني باللهجة السيوية “المدينة الحصن”.
لم يكن للقرية سوى مدخل واحد يقع في الجهة الشمالية للتمكن من الدفاع عن القرية ويسمى “باب إنشال” أي باب المدينة، وبعد مرور حوالي قرن من الزمان فُتح باب ثان بالجهة الجنوبية يسمى “باب أثرات” أي الباب الجديد، وكان يستخدمه من كانوا لا يرغبون في المرور أمام رؤساء العائلات الذين اعتادوا عقد مجالسهم بالقرب من المدخل الرئيسي للمدينة.
وبعد مرور قرن آخر فُتح باب ثالث في الجهة الشمالية يسمى “باب قدوحة” – نسبة إلى صاحب الدار التي تواجه هذا الباب- وكان مخصصًا للنساء.
كان السيويون يشيدون منازلهم بمادة الكرشيف؛ وهي الطين الذي يؤخذ من الأرض المشبعة بالملح فإذا جف أصبح شديد الصلابة.