شيد هذا القصر سنة 1834م في عهد محمد علي واستعان في بنائه بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي سيريزي بك واستغرق بناء القصر احد عشر عاماً وتم افتتاحه رسمياً عام 1847م .
بني القصر علي الطراز الأوربي الذي كان شائعاً بمدينة الإسكندرية انذاك حيث كان علي شكل حصن تم تشييده مكان اشجار التين لذا سمي بقصر رأس التين ولم يتبق من القصر القديم سوي الباب بمدخله الذي أدمج في بناء القصر الجديد الذي أعاد بنائه الملك فؤاد علي طراز يتماشي مع روح العصر الحديث علي يد المهندس الإيطالي فيروتشي وأصبح مشابهاً لقصر عابدين .
يوجد للقصر عدة مداخل أهمها المدخل رقم 1 حيث أنه من بقايا القصر القديم ويعرف بالباب الشرقي وهذا المدخل يتكون من ستة أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباً من النحاس بها آيات قرآنية ويستند هذا العتب من طرفيه علي تمثالين يمثلان أسدين ويتوسطهما كتلة رخامية بها أشكال طيور ودروع ونسرين متقابلين .
المدخل الثاني مدخل فرعي مجاور للمسجد المقام حديثاً ويوجد مدخل ثالث للداخل إلي مباني القصر من ناحية البحر ويوجد بوابة أخري رابعة تقع بأخر سور القصر وتؤدي إلي القيادة البحرية .
يحتوي القصر علي عدة مبان تقع داخل محيط السور المحاط به ، وهذه المباني تتمثل في مبني القصر الذي يضم الدور الرئيسي والأوسط وجناح الضيافة وجناح الإعلام ، مبني الأميرات ، الممرات الزجاجية التي تربط القصر بمبني الأميرات ، و المسجد المواجه للواجهة الرئيسية للقصر وهو مسجد حديث أما الملحقات فهي محطة السكة الحديد ، المرسي علي الواجهة الخلفية كما يوجد مبنيان حديثان وهما مسجد البرقي، ومبني الأشراف ( الرئاسة ), ويوجد بالقصر عدد من القاعات المميزة.
أما ملحقات القصر فهى مبني الأميرات يتكون من دور أرضي وطابقين علويين, و مبني استراحة محطة القطار ومسجد البرقي و مكوناته بسيطة تعبر عن كونه زاوية حيث أن مدخله حديث عليه نص قرأني من المعوذتين وطبقاً لنص موجود علي قطعة من القماش الأحمر منفذ عليها النص باللون الأبيض ” هذا مقام سيدي العارف بالله البرقي سنة 1314ه
تقع جبانة أسوان التي تعتبر من أقدم الجبانات في العالم الإسلامي كله بالأطراف الشرقية لمدينة أسوان و تتكون من جبانتين أحدهما في الشمال و الأخري في الجنوب , وكان لمناخ أسوان تأثيره في بقاء مقابر هذه الجبانة حيث الجفاف الشديد الذي كان يحفظ آثار العمائر القديمة حتي و لو كانت مشيدة بأضعف مواد البناء , وهو الطوب اللبن و هو أكثر المواد استعمالا في تلك الفترة , حيث أن الحالة الاقتصادية للدولة وأفراد هناك لم تسمح لهم باستخدام الحجر والتأنق فيه كما كان يحدث في أيام الفراعنة 0
وتضم المقابر التي بقيت متماسكة حتي قبل سنة 1930م والذى بلغ عددها ( 80 ) مقبرة متناثرة في الجبانتين الرئيسيتين , ويقع بالجبانة القبلية المقابر من رقم 1 حتي رقم 31 بالإضافة إلي مقابر لا تحمل أرقام , ويقع بالجبانة البحرية مقابر من رقم 33 حتي مقبرة رقم 55 بالإضافة إلي مقابر لا تحمل أرقام 0
وفي منتصف القرن الحالي اقتضت يد التعمير و أتساع المدينة و فتح الشوارع إلي هدم الكثير منها ولم يبق إلا نماذج متفرقة و تاريخ هذه الجبانة يمتد من القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي ( 2 ه / 13م ) إلي القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ( 7 ه / 13 م ).
نظام البناء
بنيت هذه المقابر علي نظام الحوائط الحاملة كغيرها من الآثار الإسلامية في قوالب متراصة
وكانت مادة البناء السائدة في هذه المقابر هو الطوب اللبن باستثناء بعض أجزاء من هذه المقابر مثل العقود ورقاب القباب و القباب فقد بنيت من الآجر , كما ظهرت شرائط حجرية في بعض هذه المقابر مثل مقابر رقم 13 في المجموعة الشرقية من الجبانة القبلية , وكذلك مقبرة رقم 25 من نفس المجموعة , وكذلك مقبرة رقم 10 من نفس المجموعة , كما ظهرت تكسيات جصية في بعض هذه المقابر مثل مقبرة رقم 12 في المجموعة الشرقية من الجبانة القبلية و مقبرة رقم 31 من نفس المجموعة , ومقبرة رقم 5 من المجموعة الغربية من الجبانة القبلية 0
وعلي الرغم من أن منطقة الصعيد الأقصى تحتوي علي محاجر عديدة للحجر الرملي البديع الألوان إلا أنه لم يستعمل في العصر الإسلامي في هذه المنطقة إلا لشواهد القبور فحسب و لعل ذلك مرجعه إلي الحالة الاقتصادية لأهالي هذه المنطقة.
تقع هذه المقابر بجوار منطقة مساكن الضباط بمصطفى كامل، وهي تنتمي إلى العصر البطلمي (أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني ق.م)، وقد تم الكشف عنها ما بين عامي ١٩٣٣ و١٩٣٤م بطريق الصدفة. وتتكون من أربع مقابر نحتت جميعها في الصخر، وقد نحتت المقبرتين الأولى والثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثانية والثالثة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض.
تتميز هذه الجبانة بموقع مميز يطل على البحر مباشرة، وتعد الشاطبي واحدة من أقدم الجبانات الهيلينستية وتؤرخ بأواخر القرن الرابع ق.م، وقد ظلت مستخدمة حتى أواخر القرن الثاني ق.م إلى أن ابتلعها الزحف العمراني لمدينة الإسكندرية في ذلك الوقت، ولذلك تعتبر جبانة يونانية خالصة لم تُستخدم أثناء العصر الروماني.
وقد كانت المقبرة خاصة بأسرة يونانية ثرية ثم تحولت إلى جبانة عامة بمرور السنوات. تتكون المقبرة من طابقين؛ الطابق العلوي فوق سطح الأرض ويتخذ شكل المنازل اليونانية، والطابق السفلي تحت سطح الأرض وهو عبارة عن مجموعة من الفتحات المنقورة في الصخر.
وقد عثر بالشاطبي علي عدد كبير من الأواني الفخارية التي كانت مخصصة لحفظ رماد الموتى حيث كان حرق جثامين الموتى والاحتفاظ بالرماد عادة يونانية قديمة، بالإضافة إلى عدد كبير من اللوحات الجنائزية (شواهد القبور) التي زينت بمناظر دينية عديدة وكانت تستخدم لغلق الفتحات بعد وضع جرار الرماد بها.
تتكون هذه المجموعة من خمس مقابر تتشابه بوجه عام مع المقابر السكندرية من حيث وجود فناء مكشوف وحجرة أمامية للصلوات تؤدي إلى الحجرة الجنائزية. أقدم المقابر الخمس ترجع إلى بداية القرن الثاني ق.م، وأحدثها إلى أواخر هذا القرن، وإن ظلت جميعها مستخدمة خلال العصر الروماني. وتعتبر المقابر التي تحمل أرقام (٢) و(٥) من أجمل هذه المقابر نظرًا لروعة التصوير فوق جدرانها وسقوفها، هذا بالإضافة لامتزاج هذا النوع من التصوير الجداري مع استخدام عناصر معمارية زخرفية مأخوذة من الفن المصري القديم .
تقع هذه المقابر في منطقة كوم الشقافة جنوب حي مينا البصل، وتعتبر من أهم مقابر الإسكندرية، وسميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثرة البقايا الفخارية والكسرات التي كانت تتراكم في هذا المكان، وترجع أهمية المقابر لاتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها، وهي منحوتة في الصخر (كتاكومب)، وهي عبارة عن ثلاثة أدوار تحت سطح الأرض. كما أنها من أوضح الأمثلة على امتزاج الفن المصري بالفن الروماني. عثر على هذه المقابر بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، وتؤرخ إلى الفترة فيما بين القرن الأول والثاني الميلادي. تضم الحديقة المتحفية مقبرة تيجران، وإستاجني (مقبرة الورديان)، وسيلفاجو، وبعض اللقى الأثرية.
هو أكبر المعابد المصرية وأهمها. أطلق عليه المصريون القدماء اسم “إبت سوت” الذي يعني “أجل الأماكن المختارة لعروش آمون”؛ حيث كرس لعبادة الإله آمون رأس ثالوث طيبة المقدس مع موت وخونسو. يتكون من مجموعة معابد وعناصر معمارية قام بتشييدها ملوك مصر القديمة بداية من عصر الدولة الوسطى حتى العصر البطلمي، ويحيط به سور ضخم من الطوب اللبن، ويتقدمه مرفأ جهة الغرب. تم الكشف حديثًا عن حمامات بطلمية ورومانية أمام الصرح الأول.
ويضم الكرنك معبد الإلهة موت الذي يمكن الوصول إليه من خلال طريق الكباش الشرقي من الصرح العاشر لمعبد الكرنك، ويحيطه من الشرق والجنوب والغرب البحيرة المقدسة.
وكان المعبد مكرسًا للإلهة موت زوجة آمون رع وأم الإله خونسو، وقد شيده أمنحتب الثالث وأضاف إليه الملوك عدة إضافات حتى عصر البطالمة. ويضم المعبد داخل أسواره معبدين صغيرين؛ كرس الأول للإله خونسو ويرجع إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة، بينما كرس الثاني لعبادة الإله آمون ويرجع لعصر رمسيس الثالث.
ويبدأ المعبد بصرح ثم فناء فيه عدة تماثيل للإلهة “سخمت” التي تصور على هيئة سيدة برأس لبؤة وهي صورة من صور الإلهة موت، ثم نصل إلى فناء آخر لأعمدة ثم صالة الأساطين يليها قدس الأقداس.
أطلق عليها المصري القديم اسم “إبت رسيت” أي الحرم الجنوبي، تمييزًا له عن معبد الكرنك الواقع إلى الشمال منه. يرجع الفضل في بنائه إلى الملك أمنحتب الثالث، وكرس لعبادة “آمون كا موتف” أحد صور المعبود آمون الذي انتسب إليه أمنحتب الثالث ليثبت أحقيته في العرش وسجل ذلك على جدران غرفة الولادة المقدسة. وأكمله الملك رمسيس الثاني بإضافة فناء مفتوح وصرح. كما توجد به مقاصير ترجع لعصر حتشبسوت وتحتمس الثالث. أيضًا خلف الإسكندر الأكبر آثاراً له داخل المعبد. يرتبط معبد الأقصر بمعبد الكرنك من خلال طريق المواكب الكبرى الذي يحفه من الجانبين تماثيل للملك نختنبو الأول على هيئة أبو الهول.
تسمى عمدا الجديدة حيث تم نقل الآثار الموجودة بها من موقعها الأصلي على بعد حوالي ٢,٥ كم أثناء حملة إنقاذ النوبة، وتشمل معبد عمدا، ومعبد الدر، ومقبرة بنوت.
شيد معبد عمدا تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني، حيث قاما ببناء الجزء الداخلي من المعبد ثم أضيف للمعبد في وقت لاحق صالة الأعمدة الأمامية بواسطة تحتمس الثالث وتحتمس الرابع احتفالًا بانتصارات معركة جبيل الثانية. وقد تم ترميمه وتجديده الملك سيتي الأول، وحول المعبد إلى كنيسة في الفترة المسيحية المبكرة؛ فتم بناء قبة من الطوب اللبن فوق سطح المعبد وغطيت النقوش بطبقة من الجص؛ لذا يعد معبد عمدا أقدم المعابد المصرية بالنوبة وأكثرها حفظًا للنقوش.
وتمتع معبد عمدا بأهمية بالغة في عصر الدولة الحديثة نظرًا لموقعه الإستراتيجي الذي يؤكد السيادة المصرية على الحدود الجنوبية ويظهر ذلك واضحًا من خلال المناظر التي حرص الملوك المصريين على تسجيلها على جدران المعبد؛ ومن أهم تلك النقوش نقش الملك “أمنحتب الثاني” الذي يوثق انتصاراته بحملة سوريا (١٤٢٤ ق.م)، وكذلك نص يسجل اكتمال بناء المعبد في العام الثالث من حكم الملك “أمنحتب الثاني”، وكذلك منظر آخر للملك “مرنبتاح” يوثق نجاح الملك في صد الهجمات الليبية على الحدود المصرية (١٢٠٩ ق.م).
أما معبد الدر فيقع على بعد حوالي ٥٠٠م من معبد عمدا، وقد نُقر هذا المعبد في المنحدرات الجبلية على الضفة الشرقية للنيل، ويؤرخ بعصر الملك رمسيس الثاني، وقد كرس هذا المعبد لكل من المعبود “رع حور أختي”، والمعبود “آمون رع”، والمعبود “بتاح”، والملك “رمسيس الثاني” نفسه.
وقد تهدمت أجزاء كثيرة من المعبد إلا أنه ما زال يحتفظ بالعديد من المناظر والنقوش بحالة جيدة، ومن أهمها مناظر حملة رمسيس الثاني على النوبة، بالإضافة إلى المناظر التعبدية التي تصور علاقة رمسيس الثاني بالمعبودات المختلفة، وقد استخدم هذا المعبد في الفترة المسيحية المبكرة لإقامة مجموعة من الرهبان.
أما مقبرة بنوت فهي المقبرة الوحيدة من بين مقابر جبانة “عنبة” (عاصمة النوبة السفلى منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة) التي أمكن إنقاذها؛ وذلك لسوء حالة بقية المقابر التي نقرت جميعها في صخور المنحدرات الجبلية، حيث تم نقل المقبرة إلى مكانها الحالي على بعد ٤٠ كم من مكانها الأصلي. وتخص تلك المقبرة “بنوت” الذي تولى منصب نائب الملك في النوبة السفلى أثناء حكم الملك رمسيس السادس. وتزين جدران المقبرة بعض فصول كتاب الموتى، بالإضافة إلى مناظر تصور تعبد “بنوت” وزوجته لبعض المعبودات المحلية، وأيضًا منظر يصور “بنوت” وهو يقدم العطايا لتمثال الملك رمسيس السادس بمعبد عمدا
أعيد تركيب المعبد على بعد ٤ كم من موقعه الأصلي مع معبدي الدكة والمحرقة في المنطقة التي أطلق عليها وادي السبوع.
ويتخذ المعبد تصميم معماري مميز حيث أن الجزء الأمامي منه وواجهته الأمامية شيدا من الحجر بينما نقر الجزء الداخلي منه في الصخر.
وقد استخدم المعبد ككنيسة في فترة الاضطهاد الروماني فتم تدمير التماثيل الموجودة به وكسيت جدرانه الداخلية بطبقة من الملاط مما أدى إلى حفظ الكثير من المناظر والنقوش المصرية القديمة.