تقع المجموعة المعمارية للسلطان قلاوون بشارع المعز لدين الله المعروف بشارع النحاسين، وأنشأها السلطان المنصور قلاوون أحد أشهر سلاطين دولة المماليك البحرية عام ٦٨٣-٦٨٤هـ / ١٢٨٤-١٢٨٥م على أطلال القصر الفاطمي الغربي، وتعد من أقدم المجموعات المعمارية الإسلامية الباقية بمدينة القاهرة التاريخية.
وتكتسب المجموعة أهميتها وقيمتها الأثرية والفنية من التفرد والتنوع في التخطيط والتصميم والفنون الزخرفية؛ حيث تضمنت بيمارستانًا (مستشفى) لعلاج المرضى عمل به أطباء وصيادلة من جميع التخصصات، وقبة دفن للسلطان تعد من أجمل القباب الباقية بالقاهرة واستخدمت أيضًا كمسجد لقارئي القرآن وكخزانة للكتب، بالإضافة إلى مدرسة تعليمية تتكون من صحن أوسط محاط بأربعة إيوانات تستخدم لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة وإقامة شعائر الصلاة، ومئذنة شاهقة الارتفاع تعد من أضخم المآذن التي بنيت في مصر
يقع سبيل وكتاب نفيسة البيضا بشارع المعز لدين الله، وقد أنشأته نفيسة البيضا معتوقة علي بك الكبير عام ١٢١١هـ/ ١٧٩٦م في أواخر العصر العثماني. تزوجت نفيسة البيضا من مراد بك، وحظيت بمنزلة كبيرة عند قواد الحملة الفرنسية على مصر.
تتضمن منشأة نفيسة البيضا وكالة (مبنى تجاري سكني) لبيع السكر واللوز والبندق والسمن والبيض؛ الجزء السفلي منها لتخزين البضائع، والجزء العلوي للسكن ومبيت التجار فيه، وما زال سكان المنطقة يستخدمون الوكالة للغرض التجاري حتى الآن.
وبناصية الوكالة يقع السبيل والكتاب الملحقان بالوكالة، ويتكون السبيل من صهريج لتخزين المياه في تخوم الأرض، تعلوه حجرة التسبيل التي تحوي أحواضًا رخامية لتسبيل المياه، ويغلق على واجهة الحجرة ثلاثة شبابيك معدنية نحاسية مقوسة يتقدمها رف رخامي لوضع كيزان الشرب عليه لسقاية المارة، ونجد لوحة رخامية مصاصة بجانب واجهة السبيل خصصت لشرب الأطفال وكبار السن عليها كتابات نصها “يا وارد الماء الزلال الصافي، اشرب هنيئا صحة وعوافي ١٢١١”، ويعلو السبيل كتاب علوي لتحفيظ وتعليم القرآن للأطفال وأيتام المسلمين.
وتزخر واجهة السبيل والكتاب بروائع وجماليات الزخارف الحجرية والرخامية والنحاسية والخشبية من الوحدات الهندسية والنباتية المجسمة التي انتشرت في العصر العثماني التركي بمصر والمتأثرة بالطرز الأوروبية الفنية في عصر النهضة بالقرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين.
تقع هذه المجموعة المعمارية الشهيرة بشارع المعز المعروف بالغورية، وقد أنشأها السلطان الغوري أحد سلاطين دولة المماليك الجراكسة ما بين ٩٠٩ – ٩١٠هـ /١٥٠٤ – ١٥٠٥م.
تضم المجموعة مسجدًا للصلاة ومدرسة تعليمية لتدريس علوم الفقه والحديث، وبالجهة المقابلة من شارع المعز (الغورية) تقع قبة للدفن، وخانقاه للمتصوفة، وسبيل لسقاية الماء، وكتاب لتحفيظ القرآن، ومقعد، ومنزل سكني، ومنارة(مئذنة) مكسية ببلاطات القاشاني هي أول منارة يتم تتويجها بأربع قمم في العمارة الإسلامية بالقاهرة. وقد تم الربط بين الجزئين بسقيفة خشبية للاستخدام التجاري.
وتتمتع المجموعة بتجسيد مبهر للفن الإسلامي في العصر المملوكي ويتجلى ذلك في الوزرة الرخامية السفلية بإيوانات المدرسة، والزخارف النباتية المحفورة على الحجر والرخام بالواجهات الخارجية، والأسقف الخشبية ذات الزخارف النباتية والهندسية والكتابية الملونة والمذهبة، ومنبر خشبي وكرسي للمقرىء مطعمين بالعاج والأبنوس.
وقد أعيد استخدام القبة حاليًا لتكون قصرًا للثقافة ومركزًا للإبداع الفني وقاعة للدورات التدريبية للعاملين بوزارة الآثار.
كذلك تقع وكالة الغوري التجارية بشارع التبليطة بالأزهر مجاورة لمجموعة الغوري المعمارية. والوكالة منشأة تجارية سكنية استخدمت كمأوى للتجار الوافدين من مختلف الأمصار، ويتم فصل الجزء السكني فيها عن التجاري مراعاة للخصوصية. وتتجلى بهذه الوكالة روائع الفنون الخشبية والحجرية في أواخر العصر المملوكي بتسقيف الفراغات السكنية، وتزويد فتحات الغرف والقاعات بمشربيات ونوافذ خشبية منفذة بأسلوب الخرط، مع وجود رنك السلطان الغورى (ختم السلطنة) بالواجهات الحجرية للطابق الأول، مع تميز واجهة الوكالة الخارجية باستخدام أسلوب الحجر المشهر (تبادل ألوان الأحجار) ومدخلها الذي يعكس عناصر زخرفية بديعة المنظر في نحت الحجر البارز والغائر.
يقع القصر بشارع المعز لدين الله الفاطمي، ويطل بواجهته الشرقية على حارة درب قرمز، أنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في ٧٣٥-٧٣٨هـ/١٣٣٤-١٣٣٩م، وكان مملوكًا للسلطان الناصر محمد الذي اشتراه بعد أن أوصى تاجر الرقيق بشراء مملوك يشبه أبو سعيد بهادر خان ملك التتار، وقد احتل هذا المكان في العصر الفاطمي جزء من القصر الشرقي الكبير، فقام الأمير بشتاك بشراء الموقع وبنائه ليواجه قصر منافسه الأمير قوصون، وبعد الانتهاء من البناء كرهه فقام ببيعه، وكان الأمير بشتاك مقربًا من السلطان وأصبح جمداره (المسئول عن ملابس السلطان) لذا نجد هذا الرنك (الرمز) على منشآته، وكانت المنافسة شديدة بينه وبين الأمير قوصون الساقي، وانتهت بالقبض عليه وقتله بالسجن عام ٧٤٢هـ .
ما زال اسطبل القصر قائمًا حتى الآن، ويعلوه قاعة الاستقبال المكونة من درقاعة يتعامد عليها أربعة إيوانات، وقد استغل الإيوانان الجانبيان في إقامة مستوى علوي من صف من العقود صغيرة الحجم غشيت بالخشب الخرط ليستخدم كمغاني لجلوس الحريم خلفها للتمكن من مشاهدة الاحتفالات المقامة بالقاعة دون أن يراهم أحد، وتشرف القاعة على الشارع بمشربيات للتهوية والإضاءة، كما تتميز أسقف القاعة الخشبية بالقصع المتجاورة المجوفة المعروفة عند أهل الصنعة في العصر المملوكي بالمصندقات والمنفذة زخارفها بطريقتي التلوين والتذهيب.
يقع السبيل بشارع المعز لدين الله الفاطمي في المنطقة المعروفة بحي النحاسين، أنشأه الوالي محمد علي باشا الكبير المولود في قولة باليونان عام ١٧٦٩م، وبعد وفاة والده وعمه من بعده تولاه “شوربجي” حاكم قولة، ثم أخذ محمد علي يتدرج في الجندية، وتزوج من قريبة لشوربجي وأخذ في الاشتغال بالتجارة معتمدًا على ثروة زوجته، وجاء إلى مصر مع الحملة العثمانية لطرد الفرنسيين من البلاد، وولي على مصر عام ١٨٠٥م بناء على رغبة المصريين، ومنذ ذلك التاريخ عمل على النهوض بالبلاد في شتى المجالات مستعينًا بثرواتها الطبيعية وذكائه، وفي بداية عهده توطدت علاقته مع السلطان العثماني بسبب مساعدته في حرب المورة والوهابيين، ثم تدهورت العلاقات بينهما بعد فتح محمد علي للشام وقرب وصول جيوش ابنه إبراهيم باشا إلى الأستانة حتى تم صلح كوتاهية، ثم تدخلت القوات الأجنبية متحدة مع التركية ضد محمد علي للخروج من الشام للحد من نفوذه، وظل محمد علي بالحكم حتى تولى ابنه إبراهيم باشا بعد أن ساءت صحة محمد علي البدنية والعقلية، وتوفي محمد علي في ولاية حفيده عباس حلمي الأول ودفن بجامعه بالقلعة.
أقام محمد علي ذلك السبيل على روح ابنه “إسماعيل” المتوفى بالسودان عام ١٨٢٢م محروقًا لتعاليه على الملك نمر ملك الجعليين، وتتكون المنشأة من حجرة تسبيل ملحق بها كتاب لتعليم أيتام المسلمين وعدد من الحجرات في طابقين، وتتميز المنشأة بالأسلوب التركي في البناء حيث تعلو الصهريج حجرة تسبيل ذات واجهة مقوسة وأربعة شبابيك يعلوها قبة، ويقع الكتاب إلى جانبها وليس فوقها، والزخارف الرخامية والزيتية للسبيل – خاصة بواجهته وقبة حجرة التسبيل – تعكس طراز الباروك والركوكو العثماني، ويظهر لقب “الخديوي” على جشمة (صدر) السبيل الرخامية كلقب لمحمد علي، ويشغل السبيل حاليًا متحف النسيج المصري.
أنشأ محمد علي باشا الكبير ذلك السبيل على روح ابنه الأمير أحمد طوسون باشا عام ١٢٤٤هـ / ١٨٢٨م في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
ويتضمن السبيل صهريج أرضي لتخزين المياه، ويعد من أضخم الصهاريج الباقية بالقاهرة وكان يملأ بواسطة السقا وهي إحدى الوظائف المرتبطة بإدارة السبيل المائي الإسلامي، وحجرة تسبيل للمياه ملحق بها كتاب لتعليم أيتام المسلمين، وعدد من الحجرات في طابقين.
وتتميز المنشأة بالأسلوب التركي في البناء حيث نجد حجرة التسبيل ذات الواجهة المقوسة بشبابيكها النحاسية يعلوها قبة مزينة بالرسوم الزيتية الجدارية، والكتاب إلى جانبها ولا يقع فوقها، وتعكس الزخارف الرخامية والمعدنية والزيتية البديعة للسبيل خاصة بواجهته وقبة حجرة التسبيل طراز الفن العثماني المتأثر بالفنون الأوروبية بالقرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين.
ووحدات السبيل المعمارية حاليًا معاد توظيفها كمعرض مصور لتقنيات مراحل إدارة السبيل المائي في العصر الإسلامي بعد الانتهاء من ترميمه بمنحة أجنبية مقدمة من مركز البحوث الأمريكي.
يقع هذا المنزل في نهاية زقاق العيني المتفرع من شارع الأزهر، وقد أنشأه الحاج أحمد بن يوسف الصيرفي عام ١١٤٤هـ/١٧٣١م، رغم أن المنزل ينسب حتى اليوم إلى عبد الرحمن بك الهراوي – الذي كان حكيماً بمدرسة الطب في القصر العيني في أواخر العصر العثماني – طبقًا لوثيقة مؤرخة بعام ١٢١٣هـ/١٧٩٨م، والمنزل حاليًا أعيد استخدامه من قبل صندوق التنمية الثقافية كبيت للعود العربي.
يتألف المنزل من ثلاث وحدات معمارية يتوسطها فناء مكشوف، ويتكون المنزل من ثلاثة طوابق، ويضم مقعدًا صيفيًا، ومندرة (قاعة استقبال الضيوف الرجال – السلاملك) يتوسطها فوارة مياه رخامية لتلطيف درجة حرارة الجو، وطاحونة للغلال، واسطبل للخيول، ومطابخ لطهي الطعام، وقاعة حرملك (قاعة خاصة بالنساء)، وعدد من الحجرات. ويضم المقعد مجموعة من الدواليب الحائطية الخشبية وشريط كتابي أسفل السقف الخشبي له يتضمن أبيات شعرية والنص التأسيسي للمنزل (أنشأ هذا المكان الحاج أحمد بن يوسف الصيرفي سنة ١١٤٤هـ).
و قد راعى المعمار العثماني في تصميم المنزل الفصل بين حركة الزائرين والضيوف وحركة أهل البيت مما يحفظ لكل منهم خصوصيته ويتضح ذلك في انكسار ممر مدخل المنزل وعدم ارتباط الحجرات الأرضية مباشرة بالفناء وقاعة الاستقبال الرئيسية.
وتعد العناصر الزخرفية الخشبية بالمنزل انعكاسًا حقيقيًا لفن تزيين الأخشاب العثمانية في فترة القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي فيظهر الجمع بين طرازي الزخارف المملوكية من حيث الألوان والعثمانية المحاكية للطرز الفنية الأوروبية في عصر النهضة من حيث الشكل؛ ويتمثل ذلك في براطيم سقف المقعد والمبيت الملحق به ذات الحليات الزخرفية النباتية والهندسية الملونة والمذهبة، وأيضًا بمصاريع الحجرات والدواليب الحائطية بالمقعد المطعمة بالعاج والأبنوس.
يقع هذا المنزل بمنطقة الأزهر ملاصقًا لمنزل الهراوي، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام ١٠٧٤هـ/١٦٦٤م (القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي) على يد عبد الحق وشقيقه لطفي محمد الكناني في العصر العثماني، أما الست وسيلة خاتون فكانت آخر من سكنه منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، وقد تم ترميمه في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وأعاد توظيفه صندوق التنمية الثقافية كبيت للشعر العربي.
مدخل المنزل يطل على زقاق الست وسيلة ويؤدي إلى فناء المنزل المكشوف حيث تتوزع حوله العناصر المعمارية؛ فالطابق الأرضي يحتوي على مجموعة غرف لتخزين الغلال الخاصة بأهل البيت وبئر ماء لقضاء خدمات المنزل، يجاوره مدخل يفضي إلى القاعة الأرضية (السلاملك او المندرة) الخاصة بالضيوف الرجال، أما الضلع الجنوبي من الفناء فيشغله كمية كبيرة من العناصر المعمارية والزخرفية تتمثل في اسطبل الخيول بالطابق الأرضي والمقعد الصيفي الذي فتح بجدرانه دواليب حائطية لتخزين متعلقات أهل البيت يعلوها أحجبة خشبية يتوسطها شبابيك متحركة لإطلالة النساء منها على الاحتفالات المقامة بفناء المنزل تسمى بالوثائق “مغاني النساء”، وبالمقعد شريط كتابي علوي مزخرف بالتذهيب والتلوين سجل عليه آية الكرسي والنص التأسيسي للمنزل، وملحق بالمقعد قاعة صغرى (الحرملك) خاصة بالنساء.
وتعد الزخارف المنفذة بهذا المقعد من أجمل الزخارف الباقية في مقاعد العمارة السكنية بالعصر العثماني بالقاهرة، وتتمثل في الزخارف النباتية والهندسية المذهبة والملونة بسقف المقعد الخشبي، ومجموعة الصور الجدارية بالقاعة الملحقة بالمقعد التي تمثل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة والمسجد الحرام بمكة وتعتبر من الأمثلة المبكرة والفريدة لظهور هذا النوع من الصور في العمائر السكنية بالقاهرة.
يقع هذا المنزل بحارة الدواداري أمام مدرسة العيني بحي الأزهر بالقرب من منزل الست وسيلة، ويعد من الأمثلة الفريدة بعمائر القاهرة السكنية الباقية في جمععناصره المعمارية بين مميزات عصرين تاريخيين “المملوكي والعثماني”؛ فيرجح أن تكون بعض أجزائه قد بنيت في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، ثم جدده الأمير مثقال الظاهري أواخر العصر المملوكي وظل يملكه حتى سنة ٨٨٩ هـ/١٤٨٩م، ثم آل بعد ذلك إلى السلطان قايتباي، ونسب المنزل إلى السيدة زينب خاتون معتوقة محمد بك الألفي آخر ملاكه في العصر العثماني بأواخر القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي.
يتوسط المنزل فناء مستطيل مكشوف يلتف حوله الوحدات المعمارية للمنزل؛ فالطابق الأرضي يحتوي على طاحونة وغرف لتخزين الغلال ومطبخ وبئر ماء، أما الطابق الأول فيتضمن المقعد الصيفي بالجهة الجنوبية ملحق به حجرة صغيرة تسمى نومية، وبالطابق العلوي الثاني توجد قاعتان إحداهما القاعة الكبرى للحرملك الخاصة بالنساء يغطيها سقف خشبي يتوسطه شخشيخة (فانوس يتخلله نوافذ للإضاءة والتهوية)، وتحتوي القاعة على مشربية تشرف على فناء المنزل، وملحق بالقاعة حمام صغير للنظافة يتكون من ثلاث حجرات صغيرة تغطيها قباب مفرغة شغلت بقطع زجاجية ملونة، أما القاعة الثانية فتتشابه مع التصميم المعماري والزخرفي للقاعة الكبرى. وقد روعى في تخطيط المنزل احترام تعاليم الإسلام من حيث مراعاة حق الجار وتحقيق الخصوصية لأهل البيت.
ويعكس المنزل روائع الفنون الإسلامية في العصر المملوكي والعثماني بما تتضمنه من عناصر زخرفية متفردة عبارة عن قطع رخامية وجصية معشقة بالزجاج الملون، وأسقف خشبية من براطيم مجلدة مزينة بالزخارف النباتية والهندسية بطريقة التذهيب والتلوين، والشريط الكتابي بين المقعد والقاعة العلوية الذي يحتوي على رنك (رمز) الساقي (شكل الكأس) الذي كان يحمله مثقال السودوني الظاهري مجدد المنزل.
شيد هذا المنزل في الفترة ما بين عامي ١١٩٨ – ١٢٠٨هـ/١٧٨٣ – ١٧٩٤م في العصر العثماني، ويقع بحارة منج بالسيدة زينب، وبناه إبراهيم كتخدا السناري الذي ينسب إلى مدينة سنار السودانية وينسبه الجبرتي أيضًا لمدينة دنقلة، وقد ارتحل إلى مصر وعمل بمدينة المنصورة واشتهر بأنه كان عالمًا بالسحر والتنجيم وصار مسئولًا عن شئون خدمة مصطفى بك الكبير – الذي كان أحد كبار رجال الدولة العثمانية بمصر – إلا أنه قتل عام ١٨٠١م على يد حسين باشا القبطان العثماني ودفن بالإسكندرية.
وقد بني المنزل على ثلاث مراحل طبقًا لوثيقة الوقف أو حجة المنزل. وهو عبارة عن فناء كبير يدخل إليه بمدخل منكسر مراعاة للمحافظة على خصوصية أهل البيت، ويؤدي الفناء إلى قاعة أرضية كبيرة، وله فناء آخر تتوسطه فسقية رخامية يفتح عليه عدة أبواب بالطابق الأرضي تؤدي لغرف الخدمة والتخزين والاستقبال، أما الطابق الأول فبه المقعد الصيفي لجلوس أهل البيت به في أوقات فصل الصيف، وبنفس الطابق غرف وقاعات وحمامات.
وقد اتخذت الحملة الفرنسية من هذا المنزل مقرًا لإقامة بعض مصوريها وبه قام علماء الحملة الفرنسية بعمل رسوم كتاب وصف مصر. ويشغل المنزل حاليًا مقر فرعي لأنشطة مكتبة الإسكندرية بالقاهرة (بيت العلوم والثقافة والفنون).