تونة الجبل والأشمونين
تقع منطقة الأشمونين على بعد 8 كم شمال غرب ملوي. وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، واشتق اسمها من “خمنو” أي رقم ثمانية، وذلك لأن كهنتها كانوا أصحاب نظرية خلق الكون بواسطة ثمانية آلهة، وأصبحت الكلمة في القبطية “شمون” و”شمنو” ثم أصبحت في العربية “الأشمونين”. و قد عرفت أيضًا في اليونانية باسم “هرموبوليس” أي مدينة الإله “هرمس” الذي ربط اليونانيون بينه وبين المعبود المصري “چحوتي”.
ولم تتبوأ الأشمونين مكانتها المرموقة في العقائد المصرية بسبب ثامون الأشمونين فحسب، إنما لأنها كانت كذلك أيضًا مركز عبادة الإله “چحوتي” (إله الحكمة والمعرفة في مصر القديمة) الذي أقام له أمنحتب الثالث معبدًا لم يبق منه سوى تمثال ضخم للمعبود “چحوتي” على هيئة قرد البابون، ويعتبر هذا التمثال أضخم تمثال لقرد عثر عليه في مصر.
أما عن تونة الجبل فتقع على بعد حوالي 7 كم من الأشمونين وتتبع مركز ملوي، وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، و جبانتها هي الجبانة المتأخرة لمدينة الأشمونين.
اشتق اسمها من الكلمة المصرية القديمة “تاحني” أي البحيرة؛ إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل، وأصبحت في اليونانية “تاونس”، ثم “تونة” في العربية، وأضيفت إليها كلمة الجبل نظرًا لوقوعها في منطقة جبلية.
وتمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني. وتضم المنطقة الآثار التالية: إحدي لوحات حدود مدينة أخناتون، وسراديب تونة الجبل وهي عبارة عن مجموعة ضخمة من الممرات المنقورة في الصخر لدفن طيور أبو منجل المقدسة والقردة بعد تحنيطها، ومقبرة “بيتوزيرس” الكاهن الأكبر.