قرنة مرعي
تقع قرنة مرعي بطيبة الغربية جنوب غرب الرامسيوم وخلف المعبد الجنائزي لأمنحتب الثالث مباشرة، وهي عبارة عن تل صغير نقر بسفحه وجوانبه عدد كبير من مقابر النبلاء وكبار رجال الدولة، ويمكن القول بأن قرنة مرعي قد استخدمت على فترات تاريخية متفاوتة حيث تؤرخ أقدم مقابرها بالنصف الثاني من الأسرة الحادية عشرة، بالإضافة إلى عدد آخر قليل من المقابر يؤرخ بالنصف الأول من الأسرة الثامنة عشرة و فترة الرعامسة، في حين أن أغلب مقابر قرنة مرعي تعود إلى النصف الثاني من الأسرة الثامنة عشرة وخاصة أواخر عصر الملك “أمنحتب الثالث” وفترة حكم كل من الملك “توت عنخ آمون” والملك “آي”.
زينت جدران تلك المقابر بمناظر دينية تعبدية وأخرى من الحياة اليومية، ولعل أهم مقابر قرنة مرعي هي مقبرة “أمنحتب” المعروف أيضًا باسم “حوي” الذي تقلد منصب نائب الملك في كوش في أواخر حكم “أمنحتب الرابع” (أخناتون) وأثناء حكم توت عنخ آمون، وقد حرص على تسجيل منظر تنصيبه من قبل الملك توت عنخ أمون على جدران مقبرته، بالإضافة إلى تصوير مناظر تبين صفوف من النوبيين الذين يقدمون الهدايا للملك مثل الأثاث والحيوانات وغيرها من المنتجات النوبية التي جلبت عن طريق المراكب، ولعل أبرز المناظر تلك التي توضح كميات الذهب الكبيرة التي تم جلبها من النوبة والكاتب المختص بوزن وإحصاء الذهب.