منزل علي لبيب
يقع هذا المنزل بحارة درب اللبانة بالجهة الشمالية الشرقية لميدان صلاح الدين (القلعة حالياً) بحي الخليفة بالقاهرة، وقد أمر السيد الشريف عمر الملاطيلي وشقيقه إبراهيم بإنشاء هذا المنزل في أواخر القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي في العصر العثماني، لكنه عرف لاحقًا باسم الناظر عليه المدعو “علي لبيب” وقد لاقى المنزل شهرة واسعة من خلال استخدام بعض رجال الفن الأجانب والمصريين له كمرسم ولهذا سمي “بدار الفنانين”، والمنزل معاد توظيفه حاليًا من قبل صندوق التنمية الثقافية كبيت للمعمار المصري.
يشتمل هذا المنزل على فنائين الأول جنوبي شرقي صغير، والثاني شمالي غربي كبير وهو الفناء الرئيسي. وتتوزع حول هذين الفنائين وحدات المنزل المعمارية التي تتضمن بالطابق الأرضي للفناء الأول الصغير حجرتين أهمها الحجرة التي تطل على الفناء، أما الطابق الأول فيحتوي على المقعد الصيفي والمبيت الملحق به وغرف خاصة بأهل المنزل، وبالضلع الشمالي الغربي للفناء الصغير فتحة باب تؤدي إلى الفناء الثاني الرئيسي الكبير يلتف حوله عناصر المنزل التي تتكون من طابقين، الأرضي يشغله التختبوش (قاعة استقبال الضيوف) والقاعة الأرضية الخاصة بالرجال (المندرة – السلاملك)، وبالطابق الثاني لهذا الفناء مجموعة غرف وحمام وقاعة علوية كبرى خاصة بالنساء (الحرملك).
وبنظرة سريعة عامة على المنزل يبدو أن مالكه الأول كان مولعًا بالفن؛ حيث نرى على جدران القاعات العلوية رسومًا شعبية تمثل أبنية ومتنزهات وتعد من النماذج المبكرة للفنون الشعبية التي شاعت بكثير من منازل القاهرة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ويتجلى بهذا المنزل روائع فن النحت على الحجر بالواجهات المطلة على الصحن، إضافة للبلاطات الخزفية أعلى مدخل المقعد، والعناصر الخشبية من مشربيات وشبابيك الخرط، والزخارف الجصية المعشقة بالزجاج الملون.