متحف التمساح

يقع متحف التمساح أمام معبد كوم امبو الذي كان مكرساً لعبادة الإله سوبك الذي يتخذ هيئة التمساح، ويستعرض المتحف عدداً من مظاهر عبادة سوبك وما اتصل بها من تحنيط التماسيح وغيرها من الطقوس. يضم المتحف نموذجاً لمقبرة تماسيح، وعدداً كبيراً من مومياوات التماسيح مختلفة الأعمار والأطوال، بالإضافة إلى توابيت استخدمت لتحوي مومياوات هذا الحيوان المقدس، ولوحات تصور تقديم القرابين لسوبك.

مسجد أبو المكارم

ينسب المسجد إلى سيدي محمد ظهير الدين بن السيد محمد أبو المكارم الذي ولد في سنة 930هـ وتوفى سنة 980هـ ودفن بجامعه الحالي, ويمتد نسبه إلى السيد حسن الأكبر شقيق السيد أحمد البدوي. توجد لوحة رخامية تأسيسية مؤرخة بعام 740هـ أعلى المدخل الأيمن؛ مما يؤكد أن مسجدًا أقدم من المسجد الحالي كان موجودٍا في عصر دولة المماليك البحرية في حكم الناصر محمد بن قلاوون، أما المسجد الحالي فقد جدد في العصر العثماني في القرن 12هـ/ 18م. للمسجد ثلاث واجهات وهي الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، أما الرابعة فتقابل الميضأة ومنزل وقف للمسجد. وتقع المئذنة على يسار الداخل من الباب الأوسط. والمسجد عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى خمسة أروقة بواسطة أربع بائكات من الأعمدة الرخامية تحمل أعلاها عقودًا مدببة موازية لجدار القبلة الذي يحتوي على ثلاثة محاريب أكبرها وأهمها الأوسط، وجميعها متوج بعقد منكسر، وزخرفت واجهاتها بالطوب المنجور، وعلي يمين المحراب الرئيسي منبر من الخشب الخرط وأعلى بابه كتابة نصها ” لقد جدد المولى الشريف مولانا الإمام ظهير الدين بعون الله عمل المعلم رجب لاوندي”. والقبة الضريحية ليست بأي من أركان المسجد ولكنها بمنتصف الرواق الثاني، وبأسفل القبة مقصورة من الخشب الخرط تحمل كتابات بالخط الكوفي نصها “هذا مقام سيدي ظهير الدين”، وتعتبر من أجمل المقاصير الخشبية.

قرية شالي

تقع في واحة سيوة جنوب غرب مدينة مرسى مطروح على بعد 306 كم من محافظة مطروح، ويرجع تاريخ قرية شالي بسيوة إلى القرن السادس- السابع الهجري/ الثاني عشر- الثالث عشر الميلادي، ومنذ ذلك التاريخ سكن السيويون القرية وأحاطوها بسور وأطلقوا عليها اسم شالي وتعني باللهجة السيوية “المدينة الحصن”. لم يكن للقرية سوى مدخل واحد يقع في الجهة الشمالية للتمكن من الدفاع عن القرية ويسمى “باب إنشال” أي باب المدينة، وبعد مرور حوالي قرن من الزمان فُتح باب ثان بالجهة الجنوبية يسمى “باب أثرات” أي الباب الجديد، وكان يستخدمه من كانوا لا يرغبون في المرور أمام رؤساء العائلات الذين اعتادوا عقد مجالسهم بالقرب من المدخل الرئيسي للمدينة. وبعد مرور قرن آخر فُتح باب ثالث في الجهة الشمالية يسمى “باب قدوحة” – نسبة إلى صاحب الدار التي تواجه هذا الباب- وكان مخصصًا للنساء. كان السيويون يشيدون منازلهم بمادة الكرشيف؛ وهي الطين الذي يؤخذ من الأرض المشبعة بالملح فإذا جف أصبح شديد الصلابة.

قصر محمد سعيد باشا

يقع القصر في شمال مدينة كفر الشيخ, ويطل شمالًا على مدرسة المنتزه الابتدائية, وشرقًا على شارع تقسيم القضاة, وغربًا على تقسيم المحافظة, وجنوبًا على شارع الشرطة. أنشأ هذا القصر محمد سعيد باشا والي مصر, وهو رابع أنجال محمد علي باشا الكبير، وقد تولى حكم مصر بعد وفاة ابن أخيه “عباس حلمي الأول” عام 1270هــ – 1853م. لم يُعرف تاريخ بناء هذا القصر, غير أنه بُني قبل عام 1278هــ/1861م الذي باع فيه محمد سعيد باشا جميع ممتلكاته بمدينة كفر الشيخ. وقد آل القصر والشون الى الأمير محمد عبد الحليم باشا , ثم آال القصر فى 24 محرم 1286هــ – 1869م الى الخديو اسماعيل , وقد أطلق على هذا القصر اسم قصر الملك فؤاد لوجود رنك حرف ” F ” على السياج المعدنى للممشى والسلم كما أطلق على مدينه كفر الشيخ اسم الفؤاديه . وللقصر أربع واجهات مكشوفة أهمها الواجهة الجنوبية؛ وهي الواجهة الرئيسية التي تحوي البوابة الرئيسية للقصر التي تؤدى إلى بهو يفتح على الصالة المستطيلة المكشوفة التي تحيط بها أجنحة القصر. يتكون القصر من ثلاثة طوابق. الطابق الأول عبارة عن بدروم، و يصعد إلى الطابق الثاني عن طريق سلم خشبي بالطرف الغربي للجدار الجنوبي للصالة، ويتألف الطابق الثاني الذي يُسمى “السلاملك” من فناء أوسط مكشوف تحيط به أجنحة القصر، أما الطابق الثالث فهو “الحرملك” وهو عبارة عن ممشى بيضاوي الشكل تحيط به الحجرات الخاصة بالحريم. ويضم سطح القصر حجرة لإقامة الحرس تعلوها حجرة للمراقبة ويصعد إليها عن طريق سلم صغير.

قصر السلطانة ملك

يقع هذا القصر في شارع العروبة بمنطقة مصر الجديدة وهي من أجمل ضواحي القاهرة، وقد أنشأها “البارون إدوارد إمبان ” المهندس البلجيكي صاحب قصر البارون الذي يواجه قصر السلطانة ملك. شيد البارون هذا القصر ليهديه للسلطان “حسين كامل” زوج السلطانة ملك التي تعد أول زوجة حاكم من أسرة محمد علي تشارك زوجها لقبه. وقد تحول القصر إلى مدرسة في ستينيات القرن الماضي. ويعد القصر تحفة معمارية إذ بني على الطراز التلقيطي الذي يدمج طرز معمارية مختلفة منها ماهو عربي، وما هو أوروبي كالباروك والركوكو. ويتكون القصرالذي كان مفروشًا فيما مضى بأفخر الأثاث من بدروم وطابقين، ويحيط به سور حديدي. ضم البدروم المطبخ ومخازن الطعام، أما الطابق الأول فيتكون من عدد من الحجرات أهمها حجرة زخرفت حوائطها برسوم آدمية و بانوهات ملونة ويشغلها حاليًا مكتب مدير المدرسة، أما الطابق الثاني فيصعد إليه عن طريق سلم بدرابزين، وقد ضم أجنحة النوم التي احتوت على دفايات ومرايا.

قلعة قايتباى ببرج رشيد

تقع على الشاطئ الغربي لفرع رشيد شمال مدينة رشيد بحوالي ٦ كم. أنشأها السلطان المملوكي قايتباى أحد سلاطين المماليك الجراكسة عام ٨٨٦هـ/١٤٨٢م، وكان الغرض الرئيسي من بناء القلعة هو صد الغارات الصليبية التي كانت تهاجم سواحل الدولة المملوكية في مصر والشام، وكذلك حماية الدولة المملوكية من أطماع الدولة العثمانية الناشئة في تركيا. بنيت القلعة من الحجر الجيري والطوب الرشيدي والأعمدة التي تدعم البرج الرئيسي. والقلعة مكونة من سور خارجي مستطيل الشكل يدعمه أربعة أبراج ركنية على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، وتحصر هذه الأبراج فيما بينها من الداخل عدة مستويات بها فتحات مخصصة لرمي السهام على المهاجمين، ويضم مدخل القلعة حجارة تحمل نقوشًا فرعونية، ويتوسط القلعة مسجد خصص لصلاة الجنود. وقد أرسل نابليون فرقة عسكرية من حملته على مصر إلى قلعة قايتباى فاحتلتها واستمرت بها حتى عام ١٨٠٠م، وقد أطلق الفرنسيون عليها اسم جديد هو “حصن سان جوليان”، ومن إضافات الحملة الفرنسية على القلعة عام ١٧٩٨م إقامة فتحات صغيرة في الأبراج لاستخدام البنادق. وفي أغسطس ١٧٩٩م عثر القائد الفرنسي بوشار الذي كان مكلفًا بالعمل في ترميم القلعة على حجر يشكل جزءًا من جدار قديم، وهو الحجر الذي عرف لاحقًا باسم “حجر رشيد” والمحفوظ حاليًا بالمتحف البريطاني بلندن.

قلعة القصير

يرجع تاريخ تشييد هذه القلعة إلى العصر العثماني، وقد بنيت قبل عام ٩٩٨هـ/١٥٨٩م حيث ورد أول ذكر لها في خطاب مؤرخ بهذه السنة عثر عليه في قصر إبريم ببلاد النوبة. وشيدت قلعة القصير لحماية الحدود الشرقية من جهة البحر الأحمر من أي اعتداء خارجي، وتخطيط القلعة مربع تقريبًا، وهي مدعمة بأربعة أبراج ركنية نصف مستديرة، والحوائط مبنية من الخارج بالحجر الجيري، ويبدو أنه كان لهذه القلعة خندق من الخارج، أما الحوائط فهي مبنية من الدبش وبها فتحات صغيرة تستخدم كمزاغل لرمي السهام ويعلوها كورنيش أضيف فوقه حائط أحدث من الطوب اللبن. والمدخل عبارة عن باب خشبي ذي مصراعين يعلوه عقد نصف دائري، يلي ذلك ممر مغطى بقبو متقاطع يؤدي إلى ردهة مكشوفة تضم المدخل القديم للقلعة، ويعلوه عقد من صنجات حجرية معشقة، وعلى جانبي الممر نجد ثلاث دخلات في الحائط اثنتين في الجانب الغربي وثالثة في الجانب الآخر، وأسفل هذه الدخلات توجد مصاطب، وفي نهاية الجانب الشرقي للممر يوجد باب يؤدي إلى حجرات مبنية من الآجر استخدمت لسكنى الجند، أما الفناء المكشوف فيتوسطه برج كبير للمراقبة يوجد بالقرب منه صهريج للمياه.

منزل علي لبيب

يقع هذا المنزل بحارة درب اللبانة بالجهة الشمالية الشرقية لميدان صلاح الدين (القلعة حالياً) بحي الخليفة بالقاهرة، وقد أمر السيد الشريف عمر الملاطيلي وشقيقه إبراهيم بإنشاء هذا المنزل في أواخر القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي في العصر العثماني، لكنه عرف لاحقًا باسم الناظر عليه المدعو “علي لبيب” وقد لاقى المنزل شهرة واسعة من خلال استخدام بعض رجال الفن الأجانب والمصريين له كمرسم ولهذا سمي “بدار الفنانين”، والمنزل معاد توظيفه حاليًا من قبل صندوق التنمية الثقافية كبيت للمعمار المصري. يشتمل هذا المنزل على فنائين الأول جنوبي شرقي صغير، والثاني شمالي غربي كبير وهو الفناء الرئيسي. وتتوزع حول هذين الفنائين وحدات المنزل المعمارية التي تتضمن بالطابق الأرضي للفناء الأول الصغير حجرتين أهمها الحجرة التي تطل على الفناء، أما الطابق الأول فيحتوي على المقعد الصيفي والمبيت الملحق به وغرف خاصة بأهل المنزل، وبالضلع الشمالي الغربي للفناء الصغير فتحة باب تؤدي إلى الفناء الثاني الرئيسي الكبير يلتف حوله عناصر المنزل التي تتكون من طابقين، الأرضي يشغله التختبوش (قاعة استقبال الضيوف) والقاعة الأرضية الخاصة بالرجال (المندرة – السلاملك)، وبالطابق الثاني لهذا الفناء مجموعة غرف وحمام وقاعة علوية كبرى خاصة بالنساء (الحرملك). وبنظرة سريعة عامة على المنزل يبدو أن مالكه الأول كان مولعًا بالفن؛ حيث نرى على جدران القاعات العلوية رسومًا شعبية تمثل أبنية ومتنزهات وتعد من النماذج المبكرة للفنون الشعبية التي شاعت بكثير من منازل القاهرة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، ويتجلى بهذا المنزل روائع فن النحت على الحجر بالواجهات المطلة على الصحن، إضافة للبلاطات الخزفية أعلى مدخل المقعد، والعناصر الخشبية من مشربيات وشبابيك الخرط، والزخارف الجصية المعشقة بالزجاج الملون.

مسجد مصطفى جوربجي ميرزا

حكمت مصر خلال العصر العثماني طوائف الحامية العسكرية العثمانية على اختلاف فرقها فصارت هي الطبقة التي ينسب إليها معظم المنشآت الدينية والمدنية في العصر العثماني، وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين صاروا الحكام الحقيقيين لمصر وتواجدت منشآتهم بصفة خاصة في الظهير الشرقي والجنوبي والغربي لمدينة القاهرة، وتزخر منطقة بولاق بالعديد من منشآت العصر العثماني ومنها مسجد مصطفى بن الأيسر يوسف جوربجي مستحفظان ميرزا الذي يقع بشارع ميرزا ويطل أيضًا على حارة الحبو وشارع عش النخلة. بنى هذا المسجد عام ١١١٠هـ/١٦٩٨م، وهو عبارة عن مسجد للصلاة وسبيل لسقاية المارة وكتاب لتعليم أيتام المسلمين القرآن الكريم ومنزل لإقامة صاحب المنشأة. والمسجد عبارة عن مساحة غير منتظمة الشكل مقسمة لأربعة أروقة تحيط بفناء أوسط، وللمسجد مئذنة تتبع طراز القلم الرصاص الذي اشتهر في العصر العثماني، وكسى المسجد من الداخل بألواح رخامية ملونة، وله محراب بجدار القبلة يعلوه كسوة من البلاطات الخزفية التي انتشرت بالمباني العثمانية بمصر.

جـامـع وسـبـيـل وكـتـاب سـلـيـمـان أغـا الـسـلـحـدار

تقع المجموعة المعمارية للأمير سليمان أغا السلحدار في شارع المعز لدين الله الفاطمي، أنشأها الأمير سليمان أغا السلحدار أحد أمراء محمد علي باشا الكبير في ١٢٥٣-١٢٥٥هـ/١٨٣٧-١٨٣٩م، وكان قد جاء إلى مصر صغيرًا، وأخذ يترقى في الوظائف حتى تولى السلحدارية (المسئول عن خزائن السلاح)، وكانت له سطوة كبيرة، وعرف عنه التعسف في نزع الملكيات لإقامة منشآته. تتكون المنشأة من جامع للصلاة معلق أسفله حوانيت تجارية، وسبيل لسقاية الماء، وكتاب تعليمي ملاصق للسبيل، ومدخل حارة برجوان. وتتميز واجهة المبنى الحجرية بتتويجها برفرف خشبي مائل للخارج ذي زخارف نباتية مما يعكس الطراز الرومي التركي المتأثر بفنون أوروبا في عصر النهضة بالقرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، كما تعكس الزخارف الرخامية والألوان الزيتية على الأسقف الخشبية طراز الفنون العثمانية المتأثرة بالفنون الأوروبية في تلك الفترة. وللمنشأة ثلاثة مداخل؛ الأول الشرقي ويؤدي إلى دهليز فسلم صاعد إلى الجامع، أما المدخل الجنوبي فيؤدي إلى الدهليز الموصل إلى الصهريج والسبيل والكتاب، أما المدخل الثالث المتواجد بالواجهة القبلية للجامع فيؤدي إلى الميضأة والجامع الذي تتكون مئذنته من مستويين أسطوانيين بينهما دروة، وتتوج المئذنة بشكل مخروطي يعكس طراز المآذن في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي باشا الكبير.